2025-07-04 14:48:05
في ظل التطورات المستمرة حول سد النهضة الإثيوبي، لا تزال التوترات بين مصر وإثيوبيا تشهد تصاعدًا ملحوظًا، حيث تتصاعد المخاوف المصرية من تأثير السد على حصتها من مياه النيل، بينما تؤكد إثيوبيا على حقها في التنمية واستغلال الموارد المائية.

موقف مصر: مخاوف متزايدة من تأثير السد
تعبر مصر عن قلقها العميق إزاء الملء الثالث لخزان سد النهضة، والذي بدأته إثيوبيا مؤخرًا دون التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم مع دول المصب (مصر والسودان). وتخشى القاهرة من أن يؤدي السد إلى تقليل حصتها من مياه النيل، مما قد يؤثر سلبًا على الزراعة ومصادر مياه الشرب لملايين المصريين.

وقد دعت مصر مرارًا إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق عادل يضمن حقوق جميع الأطراف، مع التأكيد على أهمية الحوار والتفاوض لحل الأزمة. كما حذرت من أن أي إجراء أحادي من جانب إثيوبيا قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة ويهدد الاستقرار الإقليمي.

موقف إثيوبيا: تأكيد على الحق في التنمية
من جانبها، تؤكد إثيوبيا أن سد النهضة هو مشروع تنموي حيوي يهدف إلى توفير الكهرباء لملايين المواطنين ودعم الاقتصاد الوطني. وتصر أديس أبابا على أن السد لن يسبب ضررًا كبيرًا لمصر والسودان، مشيرة إلى أن الدراسات الفنية تثبت ذلك.
ومع ذلك، ترفض إثيوبيا التوقيع على أي اتفاق يحد من قدرتها على إدارة السد وفقًا لمصالحها، مما يزيد من تعقيد المفاوضات. وقد أعلنت عن استمرارها في عملية الملء الثالث رغم التحذيرات المصرية والسودانية.
ردود الفعل الدولية
أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن قلقها إزاء التوترات المتصاعدة، ودعت الأطراف إلى استئناف المفاوضات تحت إشراف الاتحاد الأفريقي. كما طالبت بعض الجهات بضرورة تدخل المجتمع الدولي لضمان التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.
مستقبل الأزمة
في ظل تعثر المفاوضات وعدم وجود مؤشرات على حل قريب، يبقى مستقبل الأزمة غامضًا. بينما تهدد مصر باتخاذ إجراءات دبلوماسية وقانونية لحماية حقوقها المائية، تواصل إثيوبيا سياسة الأمر الواقع.
يبقى السؤال الأكبر: هل ستنجح الجهود الدبلوماسية في تجنب تصعيد خطير، أم أن المنطقة مقبلة على أزمة مياه قد تؤثر على استقرارها لأعوام قادمة؟