2025-07-04 14:44:22
في عام 2008، كتب منتخب مصر لكرة اليد التاريخ بحروف من ذهب خلال مشاركته في بطولة العالم التي أقيمت في كرواتيا. كان هذا العام علامة فارقة في مسيرة الكرة اليدوية المصرية، حيث قدم الفريق أداءً استثنائيًا جعله يحظى بإعجاب العالم بأسره.

البداية: التحدي والطموح
دخل منتخب مصر البطولة وهو يحمل طموحًا كبيرًا رغم الصعوبات. كان الفريق يضم مجموعة من اللاعبين الموهوبين الذين جمعوا بين الخبرة والشباب، تحت قيادة المدرب الراحل رشاد حجازي. استطاع حجازي أن يصقل مواهب اللاعبين ويخلق منهم فريقًا متجانسًا قادرًا على منافسة أكبر الأسماء العالمية.

الأداء المتميز في البطولة
في الدور الأول، واجه المنتخب المصري فرقًا قوية مثل الدنمارك والمجر، لكنه أظهر قدرة تنافسية عالية. كانت المباراة ضد الدنمارك، أحد المرشحين للقب، محطة مهمة حيث قدم المصريون مستوى رائعًا وكادوا يحققون المفاجأة. رغم الخسارة، إلا أن الأداء أظهر أن مصر ليست مجرد مشارك عادي.

ثم جاءت المباراة الحاسمة أمام المجر، حيث انتصر المصريون بنتيجة مذهلة (34-32)، ليتأهلوا إلى الدور الرئيسي للمرة الأولى في تاريخهم. كان هذا الفوز بمثابة صدمة للعديد من الخبراء الذين لم يتوقعوا هذا الصعود القوي.
الوصول إلى الدور الرئيسي: إثبات القوة
في الدور الرئيسي، واصل المنتخب المصري تألقه رغم مواجهته فرقًا مثل فرنسا وإسبانيا. كانت المباراة ضد فرنسا، البطل العالمي لاحقًا، علامة على شجاعة اللاعبين المصريين الذين قدموا مقاومة شرسة وخسروا بصعوبة (27-24).
لكن الإنجاز الأكبر كان التعادل مع إسبانيا (28-28)، وهو ما اعتبر مفاجأة كبيرة، حيث أظهر الفريق المصري قدرة تكتيكية عالية وقوة نفسية في اللحظات الحاسمة.
الختام: إرث لا ينسى
رغم خروج مصر من البطولة بعد ذلك، إلا أن الأداء العام للفريق ترك أثرًا كبيرًا. تم اختيار حارس المرمى المصري كريم حنداوي كأفضل حارس في البطولة، وهو إنجاز فردي يعكس المستوى الجماعي الرائع الذي قدمه الفريق.
أثبت منتخب مصر 2008 أن الكرة اليدوية المصرية قادرة على المنافسة عالميًا، وسطر فصلًا مشرفًا في تاريخ الرياضة المصرية. حتى اليوم، لا يزال هذا الجيل مصدر إلهام للأجيال الجديدة، ويذكرنا بأن الإرادة والمهارة يمكن أن تحقق المستحيل.